الأربعاء، 5 أكتوبر 2011

الفلول من حولي

الفلول من حولي:(بقلم أحمد الخولي)

لا اتكلم عن المذيعين والفنانين ولا المشاهير التي بانت حقيقتهم أثناء الثورة وظهرت براعتهم في التلون بعد تنحي الرئيس المخلوع ورجعوا ثانياً يشتموا في الثورة بعد إحكام القبضة العسكرية على الثورة -(وطبعا لا بد من اسقاط هذه القبضة في اسرع وقت)..

أتكلم عن معارفي وأقاربي الذي اثق تماما أنهم لم يخطوا داخل الحزب الوطني خطوة واحدة يوماً ما ,ولم يثبت امامي يوماً تعاملهم مع أمن الدولة (وهكذا أتمنى)..

هم دائماً يستائوا من تعبيرات كفلول وثورة مضادة وكل ما يدل على نظام مبارك..
هم الآملين في استقرار البلد والعودة إلى اليام العادية الرتيبة الخانقة ..
هم من يكرهون المظاهرات والاعتصامات واكتشفوا فجأة ان البلد مفلسة والأمن مفقود وان عجلة الانتاج مفسية..
هم دائما يرددون عبارة"الشعب المصري ده شعب جاهل ويستاهل ضربة الجزمة ودائماً لايمشي إلا بالكرباج...
هم الذين يفرحوا ويصدقوا الإشاعات التي تقال عن الشباب الذي دعا للثورة ..مثل :6 ابريل ووائل غنيم وعبد الرحمن يوسف (مؤخرا سمعت أنه يقال انه شيعي على الرغم أن أباه هو الشيخ يوسف القرضاوي!!!),وبالتأكيد البرادعي(اللي جاي من امريكا علشان يخربها)
هم المتعاطفين دائماً مع اعتصامات ومظاهرات احنا آسفين ياريس في روكسي وماسبيرو ومصطفى محمود..ويدافعون عنهم بحجة :"مش انتوا بتوع التحرير اللي بتقولوا حرية وديموقراطية"..
هم الذين يؤمنون أن الاخوان وحماس  هم السبب الرئيسي لتهريب المساجين من السجون ...
هم الذين يُحمِّلوا الثورة الانفلات الامني ,وقلة الأدب التي انتشرت في الشارع المصري  المصاحبة لظهور التكاتك في شوارع القاهرة وأحيائها الراقية...
هم لايطيقوا دكتاتورية ميدان التحرير ولكن كانوا متكيفين مع دكتاتورية مبارك ,ويطالبون حالياً بأن يستمر معنا المجلس العسكري (بدكتاتوريته) كيفما يشاء ,ولا يمانعون من تطبيق قانون الطوارئ لمدة 30 سنة أخرى
هم الذي يطلق عليهم الإعلام : حزب الكنبة ...



أنا لو تخيلت نفسي أتكلم مع أحدهم ,أحب أقوله  بعض النقط الهامة آملاً في ان يبدأ في التعاطف مع الثورة والوقوف بجانبها والصبر على سلبياتها...

يا صديقي العزيز ..الذي دائماً ما ينعتك الناس بأنك فِلاً أو من أبناء مبارك-وأنا لا أرضى ان اصفك بهذا فأنت أنقى من هؤلاء  ..

أنا مثلك أريد الاستقرار اليوم قبل الغد..

لقد تضررت من حظر التجول واضطررت لغلق صيدليتي لمدة اسبوع ,
أنا متضرر مثلك من الإنفلات الأمني حيث سُرق موبايلي في الصيدلية في العيد واضطررت لاغلاقها ايام العيد ,وهذا ليس من عادتنا ..وسرقت ايضاً حقيبة أمي من الصيدلية منذ ايام قليلة ..
وأعاني مثلك من غلاء الأسعار وزحمة المرور وتجرأ الكثير من سائقين الميكروباصات والباعة الجائلين بمنتهى السفالة..
وأتخنق كثيرا عندما يقف شارع القصر العيني بسبب المظاهرات الفئوية واعتصاماتهم أمام مجلس الوزراء...
وغير راضي عن اوضاع البلد السياسية والأمنية والإقتصادية وأتمنى عودة الشرطة..

أنا مثلك ارفض الشتائم البذيئة للمجلس العسكري التي أراها يوميا ًعلى أسوار الكباري والشوارع والتي أراها على الفيس بوك وتويتر...
أنا مثلك لم أجد من مرشحي الرئاسة ولا الأحزاب ,من يجعلني اؤمن بكل مبادئه واراه يصلح بنسبة كبيرة لادارة شئون البلاد..

ولكن ما الحل؟؟
هل نرضى بأن نرجع لأيام مبارك -الذي ثبت لنا انه كان جاسوسا لاسرائيل -؟ !! وأظنك لا تستطيع أن تدافع عنه الآن بعدما رأيت ترشيح التلفزيون الإسرائيلي له كشخصية العام..
هل نطنش دماء الشهداء والمصابين التي جعلت لنا رأياً في هذه البلد سواء كان مؤيداً للنظام السابق أو رافضاً له؟
هل نرضى بأن يصبح لنا برلمانأ مثل برلمان 2005 و2010 وماسبقهم ..؟!!!

ياصديقي ,لكي تتقدم مصر ..محتاجة نتعب لأجلها وندفع الثمن من دمنا ومالنا وراحتنا...
ستقول لي بالطبع أن الحل في دوران عجلة الانتاج وأن يعود كل فرد لعمله ولا ننظر للخلف..
أنا موافق ,ولكن علينا اولاً صنع عجلة الانتاج لأننا اصلاً لم يكن لدينا انتاج ولا يحزنون سواء ايام مبارك أوقبلها ..
ولو بتتكلم عن العمل ..فالعمل التطوعي لخدمة البلد هو الحل الآن ..
وأعتقد أنك بالتاكيد رجعت لعملك من قبل تنحي مبارك بأيام ,وعملك هذا يعود اجره لك ولصاحب الشركة التي تعمل بها لا الشعب..
ولتقل لي انت ياصديقي,ماذا فعلت أنت للبلد منذ قيام الثورة؟ كم ساعة تطوعت بها لخدمة بلادك بدون أجر؟!!بدلاً من تكسير مجاديف الثورة..
آسف لو أن اسئلتي أزعجتك ,ولكني اري بصراحة أنك لو تعاطفت مع الثورة وصبرت على سلبياتها بدون تغيير لمبادئك , وإلا أصبحت متلوناً ومنافقاً , ولو بدأت  تأخذ صف الثورة ,وتتكيف عليها وبالبلدي (تفكك بفى من التصفيق والذوبان في تقبل حكم العسكر )..الثورة ستنجز الكثير في وقت قليل وننعم جميعاً بالاستقرار في القمة وليس الاستقرار في القاع..

من فضلك, اجعل مواقفك كلها ضد الطوارئ واهانة المصريين حتى لو كانوا بلطجية (فالبلطجية في الآخر بشر والتعذيب يجعله يزيد توحشاً)..فهذه المرة جائت مع بلطجي بجد ,ممكن المرة القادمة يكون هناك انسانا بريئاً أو حتي شقياً تائباً فنخسره ولانكسب من ذلك إلا زيادة في عدد البلطجية..
من فضلك ,لا ترشح أحد من الفلول(اللي بجد) في الانتخابات ..
من فضلك,طالب باعتراف المجلس  بانتهاء الطوارئ واحترام الاستفتاء والإرادة الشعبية..
من فضلك ,لا تخرج في مسيرات ولا مظاهرات تنافق المجلس العسكري وتعود بنا لسنة 1954
من فضلك,لا تكره الثورة واصبر عليها..

أكتوبر 2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق